الاثنين، 3 مارس 2014

حكاية مرزوق 43

يراني أبي – كالعادة – مقلباً في الموبايل، وعلى غير العادة أضحك، كنت اقرأ كلام لشريف نجيب عن قطه سعد، لا أعرف شريف للأسف، لكنه من أكثر الناس الذين أضحك من القلب فعلاً بكلامهم. سألني عن مصدر الضحك، فحكيت له. ليس تنظيراً، لكن منذ قرأت لجلال أمين في مذكراته يتحدث عن أهمية مشاركة الآباء المواضيع ولو بدوا غير مستوعبين لها، وأنا أحاول القيام بذلك.

بدأ أبي يحكي لي عن طفولته، في الحارة السد، والبيت الذي يطل سطحه على ساحة كنيسة كبرى، يقول أبي إن البيت بدورين، وكان له بابين، يشاركهم فيه أحد الجيران، كان في الأسفل "ترومبة" يشربون منها المياه، ويستخدمون الحوض الفارغ في التبريد قبل أن يحين عصر الثلاجات. الحجرة السفلى كان فيها المندرة، التي يجلس فيها الأصدقاء، ويبيتون فيها بالأيام، يستغرب أبي أنّه لم يشاهد أحد أصحابي يبيت عندنا إلا لماما.

ما علاقة ذلك كله بقط شريف نجيب "سعد"؟

كان أبي يحب تربية القطط بشدة، لم يكن يشغل باله أسئلة من نوعية "قط شيرازي أو رومي". حين يشاهد قط صغير يبدو عليه ملامح الرفقة يجلبه للمنزل. أفضل القطط التي يتذكرها والدي، قط اسمه مرزوق 43، اسأله عن سبب التسمية الغريب "أصل كان السيد راضي بيعمل تمثيلة، وكان بيقوم فيها بدور زعيم عصابة اسمه مرزوق 43، وكان القط عنده بوز شبه السيد راضي".

جدتي كانت ذات سمع ثقيل، في ليلة الزفاف ناداها جدي فلم تجبه، فأدرك تلك الصفة، فلم يخبرها باكتشافه أو يتطرق للموضوع حتى ماتت قبله. كان مرزوق 43 هو القط المفضّل لجدتي، فالقط ما أن يرى جدي يفتح الباب في الدور الأول، حتى يهرول للدور الثاني ويهز ذيله، فتدخل الجدة إلى المطبخ لتسخين الطعام، متأكدة من حضور زوجها من العمل.

كان لأبي صديق يخشى القطط، بمعنى آخر لديه فوبيا منها، ذلك الصديق كان ينتظر صندوق فاكهة، فقام والدي بوضع عدد من القطط المولودة حديثاً في كرتونة وأعطاها له ومشى قبل أن يعرف أن الصديق ما أن فتح الكرتونة حتى أغمى عليه من فرط الرعب.

عمي مصطفى الله يرحمه، يحكي أبي إنّه امتلك قطاً أيضاً، القط كان سريعا وله مهارة خاصة في التسلق، فأطلق عليه "بوشكاش" وكان اللاعب في عزه وقتها. يقول أبي إنه لا ينسى ذات نهار، لمح بوشكاش فأراً يتسلق السطح، لم يفعل شيئاً سوى التحديق في الفأر الذي توقف عن الصعود، ظلا ينظران لبعضهما نحو عشر دقائق، حتى سقط الفأر بعدها ميتا، يقول أبي إنه عرف حينها إن الإنسان قد يموت من فرط الرعب فعلاً، وليست الحيوانات فحسب.

صورة للسيد راضي:



هناك تعليق واحد:

  1. رائعه وبسيطه جدا
    ربنا يخلييلك الوالد دايما ويحفظهولك يارك

    ردحذف